تعريف بالهيئة الفلكية / الهيئة الفلكية أو النصبة الفلكية هي رسم تبسيطي لهيئة السماء و شكلها في وقت معين و مكان معين من سطح الكرة الأرضية و هي أول ما يجب حسابه و رسمه للنطق بالأحكام النجومية . و لا يعد المنجم منجما ما لم يضع الهيئة الفلكية و يدرسها يوما كاملا على الأقل قبل الخروج بأحكام صائبة . كان القدماء منذ عهد بطليموس و حتى عهد قريب في الثلاثينات من القرن الماضي يرسمون الهيئة مربعة الشكل , ثم أصبح أغلب المنجمين يستخدمون الشكل الدائري , و ذلك لعدة أسباب أذكر أهمها : * أنها مربعة الشكل و حصة كل برج من مساحة الهيئة ليست متساوية , فالأوتاد تشغل مساحة أكبر بينما تقتسم الموالي و السواقط نصف المساحة المتبقية * الشكل المربع و التوزيع الغير متكافىء لبيوت الهيئة لا يسمح برسم الإتصالات التي كانت تكتب عادة تحت الهيئة * البروج المحصورة بين بيتين و التي كان القدماء يسمونها البروج المزدلفة أو الساقطة كانت لا ترسم بالهيئة و لا حتى الكواكب الحالة بهاانواع الهيئات الفلكية /هناك عدة أنواع من الهيئات حسب الموضوع المراد بحثه , فقد نكتفي بهيئة واحدة و قد نضطر لحساب ثلاث هيئات في بعض الأحيان كما سنبينه , و حساب الهيئة الفلكية من التعقيد بحيث يصعب على الشخص العادي استيعابه بل إن الكثير من المنجمين يستعينون ببرامج فلكية دون أن تكون لهم خلفية أو إلمام بالحساب الفلكي , , و من أهم الهيئات هيئة الميلاد / هيئة الميلاد و يسميها الأقدمون هيئة طالع التحويل , و هو البرج الطالع في الأفق الشرقي وقت ولادة المولود و تحويله و انتقاله من بطن أمه إلى هذه الدنيا , و تتوفر في هذه الهيئة : أطوال الكواكب و النقط الفلكية في البروج , و أطوال البيوت في البروج , و اتصالات الكواكب . و هي تحسب لوقت الميلاد و مكان الميلاد سواء بالنسبة للأشخاص أو الشركات و المؤسسات أو الدول و الممالك و الجمهوريات .و غالبا ما يتم معها حساب أدوار الكواكب و تحاويلها و تسييراتها للوقت الحالي لمعرفة التوقعات و الأحوال في الوقت الراهن من اتصالات الكواكب في مواقعها الحالية بكواكب هيئة الميلاد .الهيئة الشمسية/ :يمكن اعتبارها جزءا من هيئة الميلاد أو هيئة ميلاد ناقصة , و الفرق بينهما أن الهيئة الشمسية تفتقر لأطوال البيوت في البروج لسبب بسيط هو كوننا نجهل و لا نعرف ساعة و دقيقة الميلاد أو حدث معين , و هي تستعمل للمواليد كذلك إذا كنا نجهل ساعة الميلاد , لذلك فأحكامها من الواضح أن تكون ناقصة . و قد اتبع المنجمون المعاصرون أسلوبا جديدا بالهيئة الشمسية لهدف تجاري محض , و هي الأحكام التي نطالعها في الصحف و الجرائد . فالهيئة الشمسية تجعل من البرج الشمسي أي البرج الذي تكون فيه الشمس يوم الميلاد هو البيت الشمسي الأول , و البرج الذي يليه هو البت الثاني , و البرج الثالث هو البيت الثالث ... و هكذا . و هذا ظاهر بطلانه حيث نهمل جزءا هاما من الهيئة الفلكية و هو البيوت و نعمم الأحكام , مما عرض علم التنجيم للتشويه و اعطاء صورة خاطئة عنه عند عامة الناس .هيئة التحويل / و تسمى كذلك هيئة الأدوار , و هي هيئة تضم هيئتين : هيئة الميلاد و هيئة السماء في الوقت الراهن للحكم بدلالات الكواكب في الوقت الراهن , و اتصالاتها أي تحاويلها على كواكب الميلاد . و هذا النوع يعطي أحكاما أكثر دقة .هيئة التسيير / و هي هيئة تضم هيئتين : هيئة الميلاد و هيئة الكواكب المسيرة حركة كل كوكب في يوم تساوي حركته في سنة مضت من عمر المولود , و هي في أحكامها كهيئة الأدوار و التحاويل , غير أن الأهمية تولى هنا للكواكب السريعة أي الخفيفة السير أي السفلية لأن حركتها أظهر , بينهما في هيئة التحويل نعطي أهمية للكواكب البطيئة أي الثقيلة السير أي العلوية .هيئة طالع الوقت والمسائل / و هي هيئة تستعمل للإجابة على أسئلة الطالب في الوقت الراهن , و الحكم على حدث نعرف وقت وقوعه بالساعة و الدقيقة . و إن كان المنجمون المعاصرون قد استغنوا عن هذا النوع من الهيئات , و اكتفوا في مقابلها بهيئة الأدوارهيئة الإختيارات / تقنية لإختيار الأوقات المناسبة للقيام بعمل معين , و يتطلب الأمر العمل بهيئة واحدة كالمسائل فتختار وقت الإتصالات المناسبة بين الكواكب في الوقت الراهن , أو العمل بهيئة التحاويل فتختار الوقت المناسب للإتصالات بين كواكب الوقت الراهن و كواكب الميلاد , و إذا جمعت العمل بالنوعين كان أكمل و أجود هيئة طالع تحويل السنة / تستعمل منذ القدم لمعرفة أحداث الدول و الأمم و الملل , و هي كهيئة الميلاد , و لكنها تحسب لوقت محدد من السنة و هو وقت تحويل الشمس أي انتقالها و دخولها في أول دقيقة من برج الحمل , فيستدل بهذه الهيئة على أحكام الدول و أهم شخصياتها من ملوك و رؤساء و وزراء و كل طبقات المجتمع , و ربما حسبوها للإعتدالين الربيعي و الخريفي , أو للإعتدالين و الإنقلابين لشروط ذكروها . و أرى العمل بهذه الهيئة ضعيفا لسبب مهم هو كونها تستخرج لوقت تحويل الشمس لبرج الحمل و هكذا فأحكام الشمس لن تتغير أبدا لكونها وقت الحساب في برج الحمل دائما , , و عطارد في الحمل أو الحوت فقط لأن رباطه أي بعده عن الشمس لا يتجاوز برجا واحدا , و الزهرة كذلك ستكون دائما إما في الدلو أو الحوت أو الحمل أو الثور لأن رباطها لا يتعدى برجين , و بالتالي فأحكام الملوك (الشمس) و الوزراء و الكتاب ( عطارد ) و النساء و أهل الفن ( الزهرة) لن تتغير كثيرا من سنة لأخرى , و يكون حكمها مخصوصا بأقاليم أي بلدان معينة دون غيرها .[/center][/size][/size]