لعب الشعاع و الإحتراق دوراً كبيراً في التنجيم القديم في حين أنه لا يكاد يذكر في التنجيم الحديث , حيث يعتبر الإحتراق (و هو قران الكوكب
بالشمس بحيث تحجبه عن الرؤية ما لم يكن في صميمها) علامة على إنمحاق الكوكب و زوال فعله أو على الأقل يكون فعله غير ظاهر و أقرب إلى الخفاء , و قد كان القدماء يعتبرون الكوكب المحترق بمثابة الميت المقيم بعالم الأموات و من هنا كانوا يرتبون أهمية كبيرة على الشروق الشمسي للكوكب أو خروجه عن الشعاع بحيث يرى بالعين المجردة و يعتبرون هذا الحدث بمثاية ولادة الكوكب أو النجم و رجوعه من عالم الأموات , و قد علق بطليموس أهمية كبيرة على أول كوكب يشرق مرئياً قبل الشمس في يوم الولادة (و يسمى في التنجيم القديم بالدريفوري doryphory) , و إعتبره من أهم الكواكب الدالة على الإنجازات في حياة المولود , تكمن المشكلة هنا في تعريف الشعاع و المسافة اللازمة لخروج الكوكب منه , فالمنجمون منذ زمنٍ طويل يعرفون الشعاع بجرم محدد من الطول البروجي , يتراوح بين 12 -17 درجة طول , و بعض المنجمين حددوا لكل كوكب جرم خاص فالبيروني قال أن الزهرة و عطارد و القمر يخرجان عن الشعاع في حدود 12 درجة من الشمس , و المريخ في حدود 18 درجة و المشتري و زحل في حدود 15 درجة , و أشار كذلك إلى أن أقوى ما تكون عطايا الكواكب عند خروجها عن الشعاع , و لكن التنجيم المرئي له رأيه الخاص (لا يعني بالضرورة أنني مقتنع به) فحواه أن العبرة في تحديد الجرم اللازم للخروج عن الشعاع هو قدرة الرائي على رؤية الجرم و من ثم يصبح تحديد هذا الأمر من خلال الطول البروجي ضرباً من العبث , فالعبرة هو وجود الكوكب فوق الأفق و لو بدقيقة عندما يكون إرتفاع الشمس - 10 درجات , أي عندما تكون الشمس تحت الأرض بعشرة درجات إرتفاع (Altitude) و ليس عشرة درجات من الطول البروجي , و هذا لا يرتبط فقط ببعد الكوكب عن الشمس بالدرجات المستوية و إنما أيضاً بعرض البلد و الفصل