الفلك في العراق في العصور العربية والاسلامية :

الفلك في العراق في العصور العربية والاسلامية :
لم يعرف العرب قبل العصر العباسي شيئا يذكر عن الفلك الا فيما يتعلق برصد بعض الكواكب والنجوم الزاهرة وأحكامها بلانظر الى الخسوف والكسوف وعلاقتها بحوادث العالم من حيث الحظ والمستقبل والسلم والمطر والظاهر الطبيعية . وكانوا يسمون ذلك علم التنجيم . وكان الخلفاء يستشيرون المنجمين فينظرون في حالة الفلك واقتراتنات الكواكب ثم يشيرون بمقتضى الأمر . ولما كانت بعض الأمور الدينية تستلزم معروفة بأوقات الصلاة التي تختلف بحسب الموقع ومعرفة عرض الموقع الجغرافي وحركة الشمس في البروج واحوال الشفق وهلال رمضان وبالأضافة الى ذلك شغف الناس بالتنجيم ادى ذلك الى الاهتمام بعلم الفلك مما دفع العرب الى دراسة اعمال الكلدان والسريان والفرس واليونان والهنود فبرزوا بذلك واخترعوا حسابات وطرقا ً لم يسبقهم اليها أحد . (6) [

ولقد سمى العرب علم الفلك بأسماء مختلفة وهي " علم النجوم " و" صناعة النجوم " وعلم التنجيم وصتعة التنجيم ومن اهم تعريفات علم الفلك ماجاء على لسان الفارابي في كتاب له في احصاء العلوم : " ان علم النجوم يشمل على قسمين احدهما علم لألأة الكواكب على المستقبل والثاني العلم التعليمي وهذا القسم الثاني هو الذي يعد من العلوم . اما الاول فهو انما يعد من خواص النفس التي يتمكن بها الأنسان من معرفة ماسيحدث في العالم قبل حصوله وذلك نوع من الفراسة والزجر والطرق بالحصى فعلم النجوم التعلمي يبحث فيه عن الاجرام السماوية وعن الارض من ثلاثة وجوه . الاول يبحث فيه عن اشكالها وترتيبها ومقاديرها وأبعادها عن الأرض . والوجه الثاني يبحث فيه عن حركات الأجرام السماوية وكم هي وهل هي كروية اما الوجه الثالث يبحث فيه عن الارض والمعمورة والخراب . وقسم المعمور الى اقاليم وماتسسببه حركة الكرة اليومية من المطالع والمغارب واختلاف طول النهار في الأقاليم " . . ]6 [