أحوال البروج في ذواتها بعضها من بعضها
عن كتاب : التفهيم لأوائل صناعة التنجيم
فلنقل الآن على أحوال البروج في ذواتها بعضها من بعضها , فإن المركب تالي البسيط .
النظر و السقوط
كل برج ينظر إلى كل واحد من ثالثه و حادي عشره نظرا يسمى تسديسا ,لأن من أوليهما برجان و هما سدس الإثني عشر . و كذلك بين كل جزئين فيهما سميين , مثل الثني من كل واحد منهما أو الثالث أو الرابع إلى تمام الدرجات الثلاثين , فنظرة إلى البرج الثالث هو تسديس أيسر و إلى الحادي عشر تسديس أيمن .
و أيضا فإن كل برج ينظر إلى رابعه تربيعا أيسر و إلى عاشره تربيعا أيمن , لأن بينه و بين كل واحد منهما ثلاثة بروج و هي ربع الفلك .
و ينظر إلى خامسه تثليثا أيسر و إلى تاسعه تثليثا أيمن , لأنه بينه و بين كل واحد منهما أربعة بروج و هي ثلث الفلك .
و ينظر إلى سابعه نظر مقابلة , و بينه و بين السابع ستة بروج , و هي نصف الفلك .
و البروج المتناظرة تسمى : مرتبطة , فهذه هي المناظرات السبعة , و مقاديرها في كل واحد من التسديسين : ستون درجة , و كل واحد من التربيعين : تسعون درجة , و في كل واحد من التثليثين : مائة و عشرون درجة , و في المقابلة : مائة و ثمانون درجة .
و أما السقوط , فإن البرج لا ينظر إلى البيتين اللذين على جنبتيه , و لا إلى البرجين اللذين على جنبتي سابعه فهي غير مرتبطة و لا ناظرة إليه .
فإذن البرج الثاني و السادس و الثامن و الثاني عشر ساقطة عن كل برج يفرض .
البروج المتحابة و المتباغضة و المتعادية
المتحابة هي التي تتناظر من تثليث أو تسديس
و المتباغضة هي التي تتناظر عن تربيع
و المتعادية هي التي تتناظر متقابلة .
و يحل المثال على الحمل : فكل واحد من برجي الجوزاء و الدلو على تسديسه , و كل واحد من برجي الأسد و القوس على تثليثه , فهو يحبها و هي تحبه .
و كل واحد من برجي السرطان و الجدي على تربيعه فهو يبغضها و هما يبغضانه , و برج الميزان على مقابلته فهما متعاديان
و البروج الساقطة عن الحمل هي : الثور و السنبلة و العقرب و الحوت .
ترتيب النظر
أقواها المجامعة في برج واحد , ثم المقابلة , ثم التربيع الأيمن , ثم الأيسر , ثم التثليث الأيمن و التثليث الأيسر , و أضعفها التسديس و الأيسر أضعفها .
فأقوى النظرين يبطل أضعفهما أو يوهن قوته .
هل يوافقون الهند في ذلك ؟
يوافقون في بعض ذلك و هو : نظر المقابلة و التربيعين و التثليثين
ثم يخالفون فيما وراء ذلك .
و يزعمون أن البرج ينظر إلى ثالثه , و ثالثه لا ينظر إليه , و هو أيضا لا ينظر إلى سادسه , و سادسه ينظر إليه .
و لا يسمون المجامعة نظرا , و يزعمون أن الإنسان الواقف بالإستواء لا يرى شيئا من بدنه .
و أما في الترتيب : فيزعمون أن ينظر البرج إلى ثالثه و عاشره ربع نظر
و إلى خامسه و تاسعه نصف نظر
و إلى ثامنه و رابعه ثلاثة أرباع نظر
و إلى سابعه تمام نظر .
و كل واحد من ثانيه و ثاني عاشره ساقطان عنه , و هو ساقط عنهما .
إتفاقات للبروج غير النظر
- الإتفاق في القوة :
كل برجين يدوران في مدارين متساويان أحدهما في الشمال و الآخر في الجنوب فإنهما يسميان : متفقين في القوة
لأن ساعات نهار أحدهما مساوية لساعات ليل الآخر , و مطالعهما في جميع الأماكن متساوية : كالحمل مع الحوت و كالثور مع الدلو ... و على هذا القياس .
فأما الإتفاق في درجاتهما فمعكوس , و ذلك أن الدرجة الأولى من الحمل متفقة في القوة مع الدرجة الأخيرة من الحوت
و الدرجة العاشرة من الحمل متفقة مع الدرجة العشرين من الحوت .
- الإتفاق في الطريقة :
و كل برجين يدوران في مدار واحد في إحدى جهتي الشمال و الجنوب فإنهما يسميان : متفقان في الطريقة
و ساعات نهار كل واحد منهما مساو لساعات الآخر , و كذلك ساعات الليل , و مطالعهما في الفلك المستقيم متساوية
و ذلك كالجوزاء مع السرطان و الثور مع الأسد .
فأما هذا الإتفاق في درجاتهما فمعكوس أيضا , و ذلك أن الدرجة الأولى من السرطان متفقة مع الدرجة الأخيرة من الجوزاء , و الدرجة العاشرة من السرطان متفقة مع الدرجة العشرين من الجوزاء .
و يوجد لهذين المعنيين في الكتب أسامي مختلفة و لا بأس بذلك , و لو أن الإسم المطابق للمعنى أولى به .
و يسمي أبو معشر كل برجين هما لكوكب واحد : متفقين في الطريقة . و مع أن هذا ليس من جنس النوعين الأولين , فإن الإسم أيضا لا يوافق معناه , و هذه صورتهما :
و يسمي أبو معشر حال الحمل مع الحوت , و السنبلة مع الميزان في إتفاق القوة
و الجوزاء مع السرطان و القوس مع الجدي في إتفاق الطريقة تسديسا طبيعيا لحصول هذا الإتفاق في كل برجين منهما مع عدم النظر . و أقرب المناظر إلى عدمها هو التسديس .
و يسمي حال الحمل و السنبلة أحدهما مع الآخر , و الحوت مع الميزان , و الجوزاء مع الدلو - و الواجب الجوزاء مع الجدي - , و السرطان مع القوس : إستقبالا طبيعيا لحصول أحد الإتفاقين بينهما مع جواز عدم النظر و مقارنة الإستقبال .
فأما التربيع فيحصل في بعض البروج مع الإتفاق و النظر جميعا , مثل : الثور مع الدلو , و الأسد مع العقرب من جهة القوة .
و مثل الثور مع الأسد و العقرب مع الدلو من جهة الطريقة .
فلهذا يكون قوي الدلالة مع زوال كراهة التربيع عنه ضرورة , كما يزول عما ذكرنا بدءا بتباين السقوط .
و أحد هذين الإتفاقين في القوة و الطريقة يحصل بنصفي الفلك الشمالي و الجنوبي , و الآخر بنصفه الصاعد و الهابط .