[size=18]الأول
في أسماء النجوم السيارة والثابتة وصورها
علم النجوم، يسمى بالعربية: التنجيم، وباليونانية: إصطرنوميا. واصطر، هو النجم. ونوميا، هو العلم.
الكواكب السيارة: زحل، والمشتري، والمريخ، والشمس، والزهرة، وعطارد، والقمر.
وأسماؤها بالفارسية: كيوان، هرمز، بهرام، خورنا، هيد، تيرماه...
الكواكب الثابتة، هي النجوم كلها التي في السماء، ما خلا السبعة التي تقدم ذكرها، وسميت: ثابتة، لأنها تحفظ أبعادها على نظام واحد ولا تسير عرضاً.
وقيل: لأن سيرها إذا قيس بسير السبعة فهو يسير جداً.
والأول أصح.
والكواكب الثابتة تقع في خمس وأربعين صورة، منها إثنتا عشرة صورة في وسط الفلك، وهي صورة البروج الإثني عشر، وهي: الحمل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسنبلة، والميزان، والعقرب، والقوس، والجدي، والدلو، والحوت.
والحمل، يسمى: الكبس، أيضاً، والجوزاء تسمى: التوأمين، والأسد: الليث، والسنبلة: العذراء، والجدي: التيس، والحوت: السمكة.
ومنها تسع عشرة صورة شمالية، أولها: الدب الأصغر، وتسميه العرب بنات نعش الصغرى، وهي سبعة أنجم، الأربعة منها نعش، والثلاثة هي البنات، والثانية التنين.
والعرب تسمى كواكبه: العوائذ.
الثالثة: الدب الأكبر، وهو بنات نعش الكبرى.
والرابعة: قيضاوس، ويسمى، الأثافي.
والخامسة: بؤرطيس الحارس، وهو العواء، ويسمى: راعي الشاء، ومن كواكبه: السماك الرامح.
والسادسة: الإكليل الشامي، وهو الفكة.
والسابعة: الجاثي على ركبتيه، وكواكبه التماثيل.
والثامنة: الحواء وحيته.
والتاسعة: اللورا، غير معجمة الراء، معناه باليونانية، الصنج، لضوئه، وتسميه العرب: النسر الواقع، ويسمى أيضاً: السلحفاة.
والعاشة: العقاب والسهم، وتسميه العرب: النسر الطائر.
والحادية عشرة: الدلفين ويسمى الصليب، سمي دلفين، تشبيهاً بالسمك البحري الذي ينجي الغرقي.
والثانية عشرة: الدجاجة، وتسمى: الفوارس، ومن كواكبها: الردف، وهو ذنب الدجاجة والثالثة عشرة: الفرس الأول.
والرابعة عشرة: الفرس الثاني.
والخامسة عشرة: المرأة ذات الكرسي، ومن كواكبها، الكف الخضيب.
والسادسة عشرة: هي المرأة التي لم تر بعلاً، وتسميها العرب: الناقة.
والسابعة عشرة: المثلث، وهي الأشراط.
والثامنة عشرة: حامل رأس الغول.
والتاسعة عشرة: أنيخس، وهي حامل العناق، ومن كواكبه: العنز، وهي العيوق.
وأيضاً أربع عشرة صورة جنوبية: الأولى: قيطس، وهو سبع البحر، وكواكبه النعامات.
والثانية: النهر.
الثالثة: الجبار.
والرابعة: الأرنب.
والخامسة: كلب الجبار، وهو الكلب الأكبر، وهو الشعري العبور، لأنها عبرت المجرة، والشعري اليمانية.
والسادسة: الكلب الأصغر، وهو الشعري الشامية، وهي الغميصاء، معجمة الغين غير معجمة الصاد، إشتقت من غمص العين، وهو ما يجتمع في مأقها عند النوم.
السابعة: السفينة، ومن كواكبها سهيل، وهو في المجذاف.
والثامنة: الشجاع، وهو الحية.
والتاسعة: الغراب.
والعاشر: الكاس.
والحادية عشر: قنطورس، وهو حامل السبع، وهو الظليم.
والثانية عشرة: هي المجمرة، وهي النفاطة.
والثالثة عشرة: هي الإكليل الجنوبي.
والرابعة عشرة: هي الحوت الجنوبي.
منازل القمر في ضمن هذه الصورة، وهي ثمانية وعشرون منزلاً: أولها: الشرطان، وهي معجمة الشين، وهي تثنية الشرط.
ثم البطين.
ثم الثريا.
ثم الدبران، على وزن سرطان وضربان.
ثم الهمقة.
ثم الهنعة.
ثم الذراع.
ثم النثرة.
ثم الطرف.
ثم الجبهة.
ثم الزبرة.
ثم الصرفة.
ثم العواء.
ثم السماك، وهما سماكان: أعزل ورامح.
ثم الغفر.
ثم الزباني.
ثم الإكليل.
ثم القلب.
ثم الشولة.
ثم النعائم.
ثم البلدة.
ثم سعد ذابح.
ثم سعد بلع.
ثم سعد السعود.
ثم سعد الأخبية.
ثم الغرغان، بإعجام الغين المقدم والمؤخر.
ثم الرشاء. ويقال له أيضاً: بطن الحوت.
الأنواء: النوء سقوط النجم من منازل القمر في المغرب بعد الفجر، وطلوع آخر يقابله من ساعته في المشرق، وهو رقيبه، وسقوط النجم منها في ثلاثة عشر يوماً، ما خلا الجبهة، فإن لها أربعة عشر يوماً، ويقال: خوى النجم يخوي خيا وخواء، إذا مضت مدة نوئه ولم يكن فيه مطر أو ريح أو برد أو حر.
[تحرير] الفصل الثاني
في ذكر الأفلاك وتركيبها
وأحوال الكواكب فيها وهيئة الأرض وأقاليمها
علم الهيئة، هو معرفة تركيب الأفلاك وهيئتها وهيئة الأرض.
قال الخليل: الفلك، هو دوران السماء، وهذا يشبه قول المنجمين، لأنهم يسمون السموات، الأفلاك، وهي عندهم تدور بكليتها.
الفلك المستقيم، هو معدل النهار، وهو الدائرة العظمى التي تحيط على قطبي السماء اللذين عليها يتحرك من المشرق إلى المغرب دورة في كل يوم وليلة، سمي معدل النهار، لأن الشمس إذا بلغته إعتدال النهار.
خط الإستواء من الأرض، هو الخط الذي يقابل معدل النهار، وهو حيث يرى القطبان الجنوبي والشمالي ملاصقين للأرض، والليل والنهار مستويان فيه أبداً.
فلك البروج، هو الدائرة التي ترسمها الشمس بسيرها من المغرب إلى المشرق في سنة واحدة، وهو مقسوم إثني عشر قسماً، وهي البروج. وقد ذكرت أسماءها في الفصل الأول. وطول كل برج منها ثلاثون درجة، وكل درجة ستون دقيقة، وكل دقيقة ستون ثانية، وكل ثانية ستون ثالثة وعلى هذا المثال الروابع والخوامس والسوادس والعواشر والحوادي عشر، إلى ما لا نهاية له.
دائرة الأفق: تفصل ما فوق الأرض مما تحتها من السماء.
دائرة الارتفاع: هي التي تمر بقطبي الأفق.
وقوس الارتفاع: قطعة من تلك الدائرة.
الميل: هو بعد الشمس أو الكواكب من معدل النهار.
سعة المشرق للشمس، هو من الألق ما بين معدل النهار وبين مطلعها.
نقطة الاعتدال الربيعي، هي رأس الحمل، لأن الشمس إذا بلغته اعتدال النهار في الربيع.
ونقطة الاعتدال الخريفي، هي رأس الميزان، لأن الليل والنهار يعتدلان في الخريف إذا بلغته الشمس.
نقطة المنقلب الصيفي، هي رأس السرطان، لأن الشمس إذا بلغته تناهي طول النهار وبدأ في النقصان.
نقطة المنقلب الشتوي، هي رأس الجدي، لأن الشمس إذا بلغته تناهى قصر النهار وبدأ في الزيادة.
عرض البلد، هو بعده من خط الإستواء.
طول البلد، هو بعده من المشرق أو المغرب، وليس للمشرق والمغرب نهاية في الحقيقة عند المنجمين، لأن كل نقطة من دائرة خط الإستواء هي مشرق لموضع ومغرب لموضع آخر، فإذا ذكر المشرق على الإطلاق عني به أقصى موضع من البلاد المعمورة في نواحي الشرق، وكذلك إذا ذكر المغرب على الإطلاق، عني به أقصى موضع من البلاد المعمورة في نواحي الغرب، وبينهما نصف الأرض طولاً.
والمعمورة، من الأرض ربعها الذي على مهب الشمال، وذلك أن الأرض تنقسم قسمين، فأحد القسمين بحري خلاء، ولا يمكن الوصول إليه لإحاطة البحر المحيط بالأرض.
وينقسم النصف الأعلى قسمين بخط الإستواء، فما وراء خط الإستواء إلى مهب الجنوب هو خراب، لشدة الحرفية، وما دون خط الإستواء إلى مهب الشمال أكثره عمران، فلذلك سمي هذا الربع: المعمورة.
كنذر: هي أقصى مدينة في المشرق، وهي في أقاصي بلاد الصين والواقواق.
السوس الأقصى: مدينة في نهاية عمران المغرب فيما وراء الأندلس في الساحل الجنوبي من بحر الروم، وبين هاتين المدينتين نصف الأرض طولاً على ما يقال.
والله أعلم.
القبة: وسط الأرض، أعني ما بين نقطة المشرق المفروضة وبين نقطة المغرب المفروضة، وذلك مائة وثمانون درجة، وبين نقطة نهاية ناحية الجنوب وبين نقطة ناحية الشمال، وذلك أيضاً مائة وثمانون درجة.
بارة: اسم مدينة في جزيرة البحر الأعظم قريبة من القبة، وبحذائها من بلادها هذه خجندة، وبإزائها الشبورقان، وهي الفاصلة بين البلاد الشرقية والغربية فالمدن التي هي أعلى منها كفرغانة وكإشغار إلى الصين.
والوقواق: هي المدن الشرقية وما هو أسفل منها، كالشاش وإيلاق وأشروسنة وسمرقند وبخاري إلى السوس الأقصى، هي المدن الغربية.