الروحانية المشرف
عدد الرسائل : 388 العمر : 41 نقاط : 503 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 10/06/2008
| موضوع: شروط الانتفاع بالقرآن الأحد يوليو 26, 2009 12:32 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم شروط الانتفاع بالقرآن بقلم الدكتور/ عبد العظيم بدوي (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ * وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ) (ق:36-40). يقول تعالى لمشركي العرب : (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً) ؛أي كانوا أشد منكم قوة، وأكثر أموال وأولاداً، فلما كفروا لم تغن عنهم أموالهم ولا أولادهم من شئ لما جاء أمر ربك، كما قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَاد * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) (الفجر:6 – 14) لكل ظالم وكل طاغية وأن أمهلهم فلن يمهلهم (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ). متفق عليه. (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102) (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)(الحشر:الآية2)(أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُر * أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) (القمر:43-46) (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ). قال العلماء: ذكر الله سبحانه في هذه الآية شروط الانتفاع بالقرآن والتأثر به . وقالوا تمام التأثير متوقف على وجود: المؤثر، والمحل القابل، وشروط لحصول الأثر، وانتفاء المانع. فمثلاً: هذه الكهرباء السارية في هذه الأسلاك إذا أردنا الحصول على أثرها وهو الضوء، فلابد من توفر هذه الأمور الأربعة: الأول: لابد من وجود المؤثر؛ وهو التيار الكهربائي، فإذا كان التيار غير موجود لا يمكن أن يحصل الأثر. الثاني: لابد من وجود المحل القابل للأثر؛ وهو المصباح السليم الصالح. الثالث: لابد من وجود شرط حصول الأثر؛ وهو أن تضغط على الزر المخصص لهذا الأمر. الرابع: لابد من انتفاء الموانع التي يمنع وجودها من الحصول على الأثر؛ كوجود خلل بالأسلاك ونحو هذا. فإذا وجد المؤثر وهو التيار والمحل القابل وهو المصباح الصالح، ووجد الشرط وهو الضغط على الزر، وانتفت الموانع من قطع السلك وغيرها حصل الأثر المطلوب وهو الضوء. كذلك القرآن الكريم يؤثر في القلوب، ويزيدها أيمانا، ويذهب بقساوتها ويشفيها من أمراضها ولكن لابد لحصول هذا الأثر من توافر هذه الأمور الأربعة السابقة. فإذا أردت الانتفاع بالقرآن فلابد من تلاوته أو الاستماع إليه وهذا هو المؤثر. وأما المحل القابل فهو القلب الحي السليم؛ لأن الله تعالى يقول (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ * لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّا) (يس:70)، فالقلب الميت المريض لا ينتفع بالقرآن. وأما شرط الانتفاع فهو: (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)، فلابد من الاستماع والإنصات ولابد من تفرغ القلب عن الشواغل، فالشواغل موانع تمنع من الانتفاع وإن حصل استماع، فإذا حصل المؤثر وهو القرآن والمحل القابل وهو القلب الحي، ووجد الشرط وهو الإصغاء وانتفى المانع وهو انشغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى شئ أخر، حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكرة. (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) ، خلق السماوات آية من آيات إمكان البعث – كما سبق - : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الاحقاف:33) . وقوله تعالى: (وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) تكذيب لليهود – عليهم لعائن الله المتتابعة –حيث زعموا أن الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع ! ولذا اتخذوا يوم السبت عطلة، لعنهم الله. قال تعالى لنبيه (صلى الله عليه وسلم) (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ) واستعن على الصبر بذكر الله: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) ؛ والمراد صلاة وأذكار الصباح ، وصلاة العصر وأذكار المساء. | |
|
ياسر الداغستاني الدكتور ياسر الداغستاني
عدد الرسائل : 3969 العمر : 49 نقاط : 4576 السٌّمعَة : 163 تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| موضوع: رد: شروط الانتفاع بالقرآن الإثنين يوليو 27, 2009 5:41 pm | |
| فمثلاً: هذه الكهرباء السارية في هذه الأسلاك إذا أردنا الحصول على أثرها وهو الضوء، فلابد من توفر هذه الأمور الأربعة: الأول: لابد من وجود المؤثر؛ وهو التيار الكهربائي، فإذا كان التيار غير موجود لا يمكن أن يحصل الأثر. الثاني: لابد من وجود المحل القابل للأثر؛ وهو المصباح السليم الصالح. الثالث: لابد من وجود شرط حصول الأثر؛ وهو أن تضغط على الزر المخصص لهذا الأمر. الرابع: لابد من انتفاء الموانع التي يمنع وجودها من الحصول على الأثر؛ كوجود خلل بالأسلاك ونحو هذا. فإذا وجد المؤثر وهو التيار والمحل القابل وهو المصباح الصالح، ووجد الشرط وهو الضغط على الزر، وانتفت الموانع من قطع السلك وغيرها حصل الأثر المطلوب وهو الضوء.
شكرا لكي على هذه الموضوع واستخدام التبسيط في السرد
| |
|
الروحانية المشرف
عدد الرسائل : 388 العمر : 41 نقاط : 503 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 10/06/2008
| موضوع: رد: شروط الانتفاع بالقرآن الإثنين يوليو 27, 2009 7:05 pm | |
| مشكور أخي ياسر على مروركـ بموضوعي .. وتوضيحكـ ووضع كتاباتكـ وتعليقاتكـ ..
| |
|